الأحد، ١٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

عندما يكون بنطال الدوام اقيم من اكف الانسان


عندما يكون بنطلون الدوام اقيم من كفوف الانسان فهنالك حسرة وغبن كبير وسخط وضياع فى فضاء كبير ..لازالت تذكر ذلك اليوم الذى ابتاعوا فيه ثلاثة بناطلين الاول رمادى والثانى اسود ولكن الثالث كان لونا فريدا بلون لحاء الاشجار الفتية بل لون الارض المطرية تفاءلت بها وقالت فى نفسها فتح الله علينا بالرزق وهانحن نشترى فى المرة الواحدة 3 بنطلونات ملونة وقميصان وابتهاجا بالمناسبتين قررت فى نفسها ان تشكر الله والشكر حفظ للنعم والقصد ضرب من احوال عباد الله فابت نفسها الا تعطى الغسالة تلوك هذه النعمة وتذهب ببريقها الاخاذ بل اجمل هدية له وهو ان يرى بناطيله كيوم اشتراها جديدة انيقة خاصة البنطال المعنى ..كانت كلما اتسخوا تصب الماء عليهم كما كتب فى علامة التصنييع لا ماء حار لا مغسلة لا مكواة حارة باختصار قررت ان تكون يديها هى مغسلة الغسيل الجاف (الدراى كلين ) وجلست تتخيل منظره بعد فترة يقول لها ان بناطلينى محافظة ولم ينعدم بريقها واحبت ان ترى بسمته تلك ...احضرت سائلا خاصا للملابس الرقيقة تستعمله بحرص وتغسل بهدؤ وبيديها ونعومة ورفق ثم تشرها بدون تنشيف بالة الغسيل ومرت الشهور وبارك الله له وبسط الرزق وكفاه الهم ولازالت هى تغسل بنفس المستوى حتى الجلابيب البيضاء فتقلب الجيوب وتنظف النفو الملاصق لحوافها وتدعك جيدا مكان الجيوب لان احيانا حزام السيارة يلطخها بخطوط سوداء وبدات بعض الحساسية تمرض كفييها وقالت فى نفسها لقد ان اوان الراحة فلاطلب منه شراء غسالة اوتوماتيكية لبقية الملابس على ان يتبقى لى البناطلين المباركة ..وفى جلست صفا رمت اليه الطلب بكل نعومة ودلال وثقة وعشم فاقطب بجبينه ولكن تريث فلم يقل شيئا الا بعد ان اعادت السؤال فرد وكانه غير عابىء ((ان جلبت لكى الاوتوماتيكية فستطلبين شغالة لتنشر الملابس ))والافضل لكى الحركة ففى الغسيل النشاط والمرونة وطرد الكسل ...يقولون انها تاخذ الكثير من الماء والصابون علاوة على توصيلاتها التى تحتاج لعامل ليثقب ويوصل ...مالها غسالتك
وفجاءة احست بانها شاخت وان الزمن رمى بها على قارعة الطريق ونظرت الى كفييها المحمريين بالحساسية وفهمت لماذا احضر لها قفازين بدون ان يذكر الذهاب للطبيب .تمنت ان يلفها السكون لحظة لتبدل صدى الكلمة التى كانت تامل ان تسمعها وهى الله يديكى العافية على تعبك وتفانيكى ولكن الصوت المتردد هو مالها غسالتك مالهاا غسالتك
وفجاة بكت بكاء مرا كل كلماته ما عرفت كيف توقف هذا السيل العرمرم- فى الاسبوع التالى حزمت البناطلين الثلاثة فى كيس وقالت له الى الغسيل الجاف لو سمحت قال لها ماذا دهاك هل تعرفين كم تساوى غسلها ام هل تضمنين ما المواد التى ترش بها ام تخلط بغسيل اخرون يحملون امراضا قالت لا انا متعبة جدا هذا الاسبوع ( كانت متمارضة )فاخذها على مضض ولكن الكارثة وقعت نجا البنطالين ولم ينج البنطال الترابى الممطر شىء رش فيه فموجه بلونين هرج فى صاحب المغسلة واكتفى الاخير بالاعتذار عاد اليها موجها سؤالا استفساريا وصفه عاديا هل تعتقدى ان البنطال خرب عند المغسلة ام فى البيت لانه راه قبل تحزمه مرميا باهمال فى جانب غرفة النوم هل سكب عليه شىء بالخطا لذلك قررت ان ترمى به للمغسلة لاول مرة ؟؟
قال لها اعترفى فلن اغضب فقط اريد ان اعرف ماذا حدث للبنطال
فى هذه المرة ضحكت لانها تلقت الصفعة مكررة فلا حاجة للبكاء مرة اخرى فقبلت كفييها وقالت بصوت خفيض باسم لا ادرى ولا اعتقد اننى السبب ؟؟؟
جلس هو كل اليوم يتندم على البنطال ويسالها هل من الممكن غسله فاحتمال ان يكون هذا لونا مصبوغا يختفى بغسله مرة اخرى لكنها اكدت له باصرار ان البنطال قد خرب ولذا اصبح البنطال الثالث اهم.
..

ليست هناك تعليقات: